الثلاثاء، 20 مارس 2012
هرقل
هرقل
البطل القوي النصف إله, أبوه "زيوس" وأمه "الكميني" كانت من البشر، هيرا زوجة زيوس كانت تكره عبث زوجها مع الأخريات, لذا فليس غريباً أن تعلن الحرب على "هرقل" منذ ولادته، أرسلت أفعى للقضاء عليه في المهد لكن الطفل النبيه خنقها بيديه.
تعاظم بغضها, وقررت القضاء عليه نهائياً, فبينما هو نائم هانئاً فى وسط اسرته السعيدة, بين زوجته و ابنائه, تسللت اليه ولمست جبهته وكان ذلك كافياً ليصيبه بلوثة جعلته يتوهم أن كل من يحيطون به هم أعداء لابد من القضاء عليهم، وبذلك اندفع "هرقل" دون وعى يطوح بيديه يميناً و شمالاً واخذت تلك اللوثة تزداد حتى هب ذات يوم من نومه فى ثورة شديدة وفتك بأبنائه جميعاً و هنا شعرت الربة "اثينا" بالعطف عليه فضرب راسه بحجرها المقدس لتذهب عنه لوثته.
وهنا أفاق هرقل وأستبد به الحزن الشديد لما فعله ونفى نفسه بعيداً عن العالم وهام شريداً حتى انتهى به المطاف الى معبد "دلفى" فجثا على ركبتيه واخذ يتضرع للآلهة ان تهديه لطريقة يكفر بها عما فعله من اثم كبير.
وعندما لمست "هيرا" رغبة "زيوس" للعفو عن هرقل, لجأت الى وسائلها الملتوية حتى اقنعته ان يحكم على الفتى بأن يخضع للسلطان (يوريسيثوس) ملك "أرجوس" وأن يمتثل لكل ما يكلفه من اعمال، وهنا عرف بقية آلهة الاولمب ما سيلاقيه "هرقل" من صعاب ومشاق فأسرع كل منهم لتقديم يد العون اليه:
منحته الربة"اثينا" خوذة لراسة
ومنحه "هرمز" سيفاً حاداً
ومنحه " ابوللو" سهماً وقوساً
وأعطاه "بوسيدون" جواداً
ووهبه" هيفايستوس" حذاء من نحاس
وحتى "زيوس" وهو رب الأرباب نفسه قدم له درعاً قوية رائعة.
وكان عدد الأعمال الموكلة إلى هرقل إثنا عشر, نجح في كلها نجاحاً باهراً, وهي:
1- القضاء على اسد "نيميا" الذى يختبىء فى غابة ارجوس , و الذى يقطع الطريق على الجميع و يثير الرعب والفزع فى قلوب الجميع .
2- القضاء على "الهيدرا ليرنا"و هى من الوحوش سنتحدث عنها فى حلقات لاحقة.
3- الإتيان بالغزال الأركادى ذو القرون الذهبية المقدس حياً.
4- الإتيان للملك بخنزير"أريمانثوس" حياً.
5- تنظيف زرائب "أوجياس" امير"اوليس".
6- قتل طيور "ستيمفاليان" المتوحشة.
7- القضاء على ثور كريت
8- احضار خيول"ديوميد" الى اسوار "طيبة
9- الحصول على زنار "هيبوليت" ملكة نساء الامازون
10- الرحيل الى قادش للقضاء على وحش "جيريون" و الاستيلاء على ثيرانه.
11- هنا قرر الملك ان يرسل هرقل الى ارض بعيدة موحشة ليحضر له منها تفاحات الهسبيريديا الذهبية .
12- امر الملك هرقل ان يحضر له "الكلب سربيريوس" حارس ابواب العالم السفلى.
في نوبة جنون جديدة, قتل "هرقل" صديقه "أبيتوس" فأدين بالبقاء ثلاث سنوات عبداً عند الملكة "امفالي"، كان خلالها يقوم بأعمال النساء, والملكة كانت قد ارتدت جلد النمر الخاص به. وعندما انتهى خدمته تزوج "ديانيرا" وعاش ثلاث سنوات مع زوجته بسلام. وفي إحدى الموات كان مسافراً مع زوجته فوصلا إلى نهر كان القنطور "نيسوس" ينقل المسافرين لقاء أجرة معلومة، "هرقل" عبر النهر وجعل "نيسوس" ينقل زوجته, عندما وصل الشاطئ استدار فوجده يعبث معها, أطلق سهماً أصاب قلب "نيسوس"، أخبر القنطور المحتضر "ديانيرا" أن تأخذ بعض دمه الذي يعمل كسحر وسيحفظ لها حب زوجها، في يوم من الأيام أسر هرقل عذراء جميلة اسمها "أيولي", وفي اليوم الذي أراد تقديم الأضاحي للآلهة على شرف انتصاره, أرسلت له "ديانيرا" ثوباً أبيض سكبت عليه قليلاً من دم "نيسوس".
وحالما صار الثوب دافئاً على جسد هرقل سرى السم إلى كل أعضائه وسبب له ألماً فظيعاً. عرف هرقل أنها نهايته فصعد إلى جبل أوريتا ونصب محرقة جنائزية, وأهدى سهامه ورمحه لفيلوكتيت واضطجع على كومة الحطب وأراح رأسه على عصاه وغطى نفسه بجلد الأسد. أمر "فيلوكتيت" أن يقرب المشعل ويوقد النار. واندلع اللهيب الذي مللأ الفضاء وأتى على الكتلة كلها. أما "ديانيرا" فشنقت نفسها عندما فهمت فعلتها الشنيعة.
الآلهة أنفسهم حزنوا لدى رؤيتهم بطل الأرض يلقى نهايته، إلا أن "زيوس" قال لهم بمظهر الوقار: "ما فيه من أمه هو الذي يموت, أما ما أخذه مني فهو خالد. سوف آخذه بعد موته إلى الشواطئ السماوية وأطلب منكم جميعاً أن تعاملوه بلطف".
من الجدير أن نذكر أيضاً أن "هيبي" ربة الصبا وساقية الآلهة ابنة هيرا تزوجت هرقل وسُرّحت من وظيفتها كربة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق