السبت، 10 مارس 2012

الزهور كانت صبايا قتلهن الحب "الجزء الثاني"


الزهور كانت صبايا قتلهن الحب "الجزء الثاني"

ترافق الزهور مناسباتنا، في الحب والزواج والمرض والموت والنجاح واللقاء. إذ تقوم الزهور باختصار مشاعرنا، وتبوح في كثير من الأحيان بما لا نستطيع البوح به، فكيف استمدت الزهور كل هذه المعاني؟
واستخدمت الزهور في التخاطب والتواصل، منذ أقدم العصور واستعملت كرسائل خاصة بين المحبين، والملوك والملكات والشعراء.

لذلك تمثل رموز الزهور ومعانيها لغة محددة عرفت بلغة الورد وشكلت المصادر الدينية والرمزية منبعا لمعاني ودلالات هذه اللغة.
وغالبا ما تشبه المرأة بالوردة، وتذكر الميثولوجيات القديمة أن الزهور لم تكن إلا صبايا قتلهن الحب، فتحولن إلى زهور، لتكون أهم الزهور التي ارتبطت أسطورتها بالمرأة:

زهرة النجمة
تقول الأسطورة: إن إستيريا ملكة السماء أخذت تبكي عندما نظرت إلى الأرض ولم تجد فيها نجوما، فنبتت زهرة النجمة في المكان الذي سقطت فيه دموعها.

زهرة الزنبق
نبتت زهرة الزنبق من دموع حواء، عندما طردت من جنة عدن بعدما عرفت بأنها حامل، وهي لذلك رمز الأمومة في الصين، وهناك أسطورة أخرى تقول: إن زهرة الزنبق قد كرست لـ(هيرا) زوجة (زيوس)، التي كانت ترضع طفلها (هرقل) فنامت أثناء رضاعته، وعندما استيقظت مذعورة، قذفت بالطفل بعيدا عنها، فتدفق حليبها مشكلا مجرة درب اللبانة أو التبانة، لكن بضع نقاط من هذا الحليب وقعت على الأرض فنبتت زهرة الزنبق.

زهرة البنفسج:
تروي أسطورة إنجليزية أن ملك الثلج شعر بالوحدة في قصره الجليدي، حيث كل شيء صامت وجامد، فبعث جنوده للبحث عن فتاة جميلة تدخل الدفء والسعادة إلى قلبه، وجد الجنود فتاة خجولا اسمها فيوليت(بنفسج)، أحضروها له، فوقع في حبها فورا، وتحول بفعل تأثيرها من رجل قاسي القلب، وعبوس، إلى رجل دافئ ولطيف، وقد رجته فيوليت مرة للذهاب لزيارة أهلها، فسمح لها أن تقوم بهذه الزيارة في الربيع شرط أن تكون على شكل زهرة، ثم تعود إليه في الشتاء، وهكذا تحولت الصبية إلى زهرة حملت اسمها.

زهرة الزعفران
تقول الأسطورة: إن (كروكوس) كان راعيا شابا يتمتع بروح نبيلة، وقد وقع في حب حورية اسمها (سميكلاكس)، وقد تأثرت الآلهة بعمق حبه وهيامه، فحولته إلى زهرة أبدية (لا تموت)، هي الزعفران، حيث تعلقت بها (سميكلاكس) حتى الموت.

زهرة التوليب
وتقول إحدى الأساطير الإيرانية: إن شابا اسمه (فرهاد) وقع في حب فتاة اسمها (شيرين)،
وقد وصله يوما خبر موتها، فحزن عليها حزنا شديدا، ودفعه يأسه إلى أن يقفز بجواده من أعلى أحد الجبال، فلقي حتفه، وحيث نزفت دماؤه، كانت تنبت من كل نقطة زهرة توليب وذلك رمزا لحبه المخلص، وقد ارتبطت زهرة التيوليب بهذا الرمز، وأصبحت زهرة الحب عند الإيرانيين القدامى .

زهرة الربيع..
ديزي: بحسب أسطورة رومانية، فإن ملك الغابة غضب من حبيبته عندما راقصت ملكا غيره، فشعر بالغيظ والغيرة من الحبيبة، ولكي تتفادى مواجهته، ومنعا للحرج، الغار: تذكر الأسطورة اليونانية أن (دافن) كانت من أجمل نساء عصرها في اليونان القديمة، حتى أن الأزهار النائمة كانت ترفع رءوسها وتفتح أكمامها عند رؤيتها، إلا أن كيوبيد الذي اشتهر بسهامه، أراد تحدي أبولو، فرمى بسهامه الفضية (التي تملأ القلب بالكراهية) إلى دافن، فكرهت الحب وخافت من المحبين، ولكي يزيد كيوبيد من مرارة أبولو، رماه بسهم ذهبي (الذي يملأ القلب بالحب) فدخل الحب قلبه وهام بالصبية دافن، التي هرعت إلى والدها جوبيتير مستغيثة من هذا الحب الجارف وما كادت تنهي كلامها، حتى تصلبت أعضاؤها وغارت قدماها في الأرض، وصار رأسها أغصان شجرة متفرعة وارفة، وبينما كان أبولو يلاحقها، أراد أن يرتاح قليلا في ظل الشجرة، التي وصل إليها، وما كاد يمد يده ليستند إليها حتى أحس بلحم يرتجف تحت قشرة الشجرة، فعرف أن هذه الشجرة ليست إلا محبوبته، فضم الأغصان بين ذراعيه وأقسم أمامها بالقول (بما أنك لن تكوني زوجتي الحبيبة، فكوني شجرتي المفضلة المحبوبة، وسأصنع من أغصانك تاجا أزين به رأسي، وعندما يتقدم الفائزون إلى سدة النصر، تكونين تاجا على رءوسهم، وكما أن الشباب الدائم من صفاتي، فستكونين خضراء دائما ولن يذبل ورقك) وصنع أبولو من ورقها تاجا، ولبسه إكراما لحبيبته، وذكرى دائمة لحبه، ولم تكن هذه الشجرة إلا الغار، لذلك كانت شجرة الغار من أشرف الأشجار على الإطلاق، وهي لاتزال ترمز إلى المجد والانتصار.

زهرة عصفور الجنة
تقول أسطورة إسبانية إنه في قديم الزمان وصل إلى إسبانيا شاب شهم وكريم الأخلاق، أقام في مزرعة تدعى (الجنة)، هناك تعرف على خلاسية شابة أحبها وتزوجها، إلا أنه في المزرعة المجاورة، كان يقيم شاب اسمه رودريغو أقسم على الانتقام من الشابة الخلاسية، التي كانت رفضت عرضه للزواج، فلجأ إلى الحيلة للانتقام منها، فتقرب من زوج الفتاة، حيث دس له السم ذات ليلة في الطعام الذي كان يتناوله، فمرض الزوج ومات دون أن يعرف أحد السبب، وقد أصرت زوجته على دفنه في الحديقة، التي طالما اهتم بها قريبا من البيت، وفي الليلة ذاتها التي دفن بها الزوج، نبتت على حافة القبر زهرة تبدو كأنها عصفور، لكن لونها كان رماديا، ثم تحولت هذه الزهرة إلى طير طار إلى مزرعة رودريغو، وأخذ يدق على نافذته كل ليلة، فجن، أما الزوجة المفجوعة، فلم تتحمل فراق زوجها، فمرضت ثم ماتت،
وقد طلبت أن تدفن في القبر نفسه مع زوجها.
في الليلة ذاتها التي دفنت فيها الزوجة الوفية، تحولت الزهرة الرمادية إلى اللون البرتقالي،
حيث تفاجأ الجيران بهذه الزهرة التي تشبه العصفور، ومنذ ذلك الحين عرفت زهرة (عصفور الجنة) بألوانها الرائعة.

زهرة النرجس:
حسب الأسطورة اليونانية، فإن إحدى حوريات الغابة واسمها (الصدى)، قد وقعت بحب نرسيس الذي منحته الآلهة جمالا فائقا، وللحفاظ على جماله وشبابه، لم يكن مفترضا به أبدا أن يرى صورته معكوسة، لكنه كان مغرورا... فلم يأبه إلى عواطف (الصدى) التي كانت من شدة حبها له قد تلاشت ولم يبق منها إلا الصـوت، وشعرت الإلهة نمسيس بحال (الصدى) وقررت أن تثأرلها!، فقادت نرسيس إلى بحيرة مضيئة، وهناك رأى صورته فذبل واضمحل؛ لكن الآلهة اعتبرت أن نمسيس كانت قاسية في حكمها على نرسيس. فقررت تحويله إلى زهرة، وهذه الزهرة ليست إلا النرجس

زهرة إكليل الجبل
هناك أسطورة تقول إن صبية جميلة من صقلية، رفضت الخضوع للقهر والدمار، حيث كانت صقلية ترزح لسيطرة (سيرس)، وهو إله الدمار والخراب، الذي يسبب ثورة البراكين وقتل الأشجار. فناشدت السكان رمي أنفسهم في البحر. وأثناء سقوطها تحولت المرأة ذات العيون الزرقاء إلى زهرة إكليل الجبل، وقد تعلقت بالمنحدر الصخري لتذكير الرجال بالتجديد المستمر لقوة الخير في العالم.

زهرة الياسمين
في أسطورة عربية تقول: إنه كان في قديم الزمان صبية بدوية تعيش في الصحراء اسمها ياسمين، وكانت تغطي وجهها وشعرها بخمار شفاف، وفي يوم من الأيام، مر بتلك الصحراء أمير، فلفتته تلك الفتاة المغطاة، وجذبه غموضها، فما كان منه إلا أن تقدم للزواج منها، وبعد أن أصبحت زوجته وعاشت معه سنوات عدة في قصره، وجدت نفسها ضجرة من العيش سجينة ضمن جدران القصر، وهي التي تعودت امتداد الصحراء اللامتناهي، فما كان منها إلا أن هربت إلى واحة خضراء، وهناك خلعت خمارها معرضة وجهها للشمس، فأخذت رويدا رويدا تتحول إلى زهرة ذات رائحة شذية، وهذه الزهرة، استمدت اسمها من اسم الصبية أي (ياسمين)، التي شعرت بالدفء والحرية، ومنذ ذلك التاريخ وزهرة الياسمين تعيش في المناطق الحارة تذكرنا بتلك الفتاة التيأحبت الحرية والانطلاق أكثر من القصور.

لا تنسيني
تقول الأسطورة التالية إنه كان في أحد الأيام، شاب يتمشى مع خطيبته على ضفاف أحد الأنهار في سهل الدانوب، وعلى ضفاف النهر، كانت تنمو الزهور الزرقاء الصغيرة، فأراد الشاب أن يقطف زهرة ويقدمها إلى خطيبته، لكنها احتجت على تعريض نفسه للخطر، خصوصا أن النهر كان قويا، وبالرغم من الاحتجاجات قطع الضفة الأولى إلى الضفة الثانية، وقطف من الزهور الزرقاءالجميلة، لكنه قبل أن يصل إليها، جرفه التيار فانزلق، وفي هذه الأثناء، رمى الزهور إلى خطيبته، وبينما كان التيار يجرفه، صرخ إليها قائلا (لاتنسيني)، واختفى. لكن أجمل القصص عن هذه الزهرة، هي التي تقول: إن كبير الملائكة، بينما كان يتمشى في جنة عدن، لاحظ وجود زهرة صغيرة، فسألها عن اسمها، لكن الزهرة استهابته وارتبكت في حضرته، فوشوشت (لقد نسيت ما اسمي)، عندئذ قال لها الملاك: (لاتنسيني...وأنا لن أنساك).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Online Project management